أيها الصائم.. وقتك في رمضان
جاءت شرائع الإسلام لتُعِين الإنسان على ترتيب وقته وإحسان استغلاله، وذلك بالموازنة بين حاجاته الحياتية والمعيشية من جانب، وحاجاته الروحية والعبادية من جانب آخر. وقد حث الإسلام المؤمن على استثمار وقته وإعماره بالخير والعمل الصالح، ولا سيما ونحن في شهر رمضان، شهر عظم الله أوقاته, ففيه السوق قائمة، والربح الوفير، فهو من أفضل الشهور وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فحريٌّ بكل مسلم أن يحسن استغلال لحظات هذا الشهر العظيم؛ حتى ينال جزاءه.
ها هي الأيام تمر مر السحاب، فبادر باستغلال شهر رمضان, فكثير من الناس تراهم يضيعون الساعات الطويلة في السهر الذي لا يفيد وربما يضر، بل فإنه ينبغي أن نحسن الاستعداد لهذا الشهر بإحياء أيامه ولياليه بالطاعات والمناجاة وتلاوة القرآن وتعظيم شعائر الله فيه واحترامه وإشاعة أجواء الفضيلة والخلق الإسلامي الرفيع والآداب الإسلامية العالية واجتناب كل مظاهر التجاوز على حرمة شهر الله انطلاقاً من المسؤولية الشرعية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ومن شبابنا من يُكثر الجلوس في مجالس اللغو والمقاهي والكازينوهات، فتجدهم يجتمعون في سهرات دورية، يتبادلون فيها الأحاديث، وربما كثر في مجالسهم اللغو والهزل والضحك، بل ربما وقعوا في الغيبة والنميمة، وقول الزور... ونحوه. وهذا كله لا يليق بالشباب المسلم الذي تئن جوارحه في كل مكان، وفي هذا الشهر على وجه الخصوص.
وأما الوقوف أمام القنوات الفضائية، فحدث ولا حرج، حيث يشهد شهر رمضان بث برامج إعلامية "فاسدة" لبعض القنوات الفضائيات المدسوسة لاستهداف الأسر المسلمة في الوقت الذي لا تشهده في باقي أيام السنة، وكأنهم يتعمدون طمس الأثر الإيماني الذي يغلف قلوب المسلمين خلال نهار رمضان، قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ). وفعلاً هذا حال القنوات الفضائية التي تتعمد زرع السموم في شهر رمضان المبارك.
فالكثير من العوائل المسلمة يجلسون أمام شاشات القنوات التلفزيونية ساعات طويلة لمشاهدة البرامج والمسلسلات والمسابقات والفوازير الرمضانية، والتي فيها من طمس معالم ديننا الكثير، بل يجب إحياء ليالي هذا الشهر بالصيام والقيام وتلاوة القرآن وصلة الأرحام . ليست الصورة كلها سوداء، فلقد ظهر الآن الإعلام الإسلامي المُوَجَّه والهادف الذي نستطيع الانتفاع به في رمضان وغير رمضان، فهناك قنوات تعنى بتربية الفرد والأسرة نستطيع متابعتها بلا قلق.