الصبر والثبات
الصبر هو حبس النفس على المكروه امتثالا لأمر الله تعالى، وهو من أفضل الأعمال والتي يثيب الله عليها، كما قال تعالى : ( اِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، وبالجملة فالصبر مقاومة النفس للمكاره التي تصادفها والثبات وعدم الجزع والانفعال، و يلازمه شجاعة فائقة، بل الصبر هو الشجاعة كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (الصبر شجاعة )، وهذه الشجاعة لا تكون إلا من الرجال الأشداء الأقوياء، أصحاب مبدأ وعقيدة، لا تأخذهم في الله لومة لائم.
ومع تعرض البلاد إلى الهجمة الإرهابية التي احتضنتها الكيانات الباطلة، ونمتها أيادي الشر وربتها، كان لابد أن يكون قبالها كيان يسعى إلى الخير، وبالتالي تحدث المواجهة قطعاً، وبالفعل حدثت المواجهة، واشتد القتال وتساقطت الجموع، وزهقت الأرواح، وأريقت الدماء.
اليوم وبعد طول المدة وقوة المحنة، سطّر مقاتلو معسكر الخير النصر تلو النصر، ونظّفوا الأرض من دنس الشر وأنجاسه، وانتهى صراخ الباطل، وما جاء كل هذا إلا بالصبر والثبات، وقد استلهم المقاتلون دروس القتال من القدوة والأسوة، من سيد البرية (صلى الله عليه وآله)، ومن سيد الأوصياء وأبي الأتقياء، والأئمة الهداة (عليهم السلام)، فوجدوها في الصبر والثبات، فأدركوا الثمرة ، وأن الله مع الصابرين، كما قال تعالى :في كتابه العزيز ( ...فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ )، فبالصبر والثبات الواحد يعدل عشرة، والنتيجة الغلبة، بتأييد الله تعالى. و مع عدم الصبر فإن الصورة تنعكس سلبا على الجميع، ولذا جاء في أحكام الشريعة تحريم الفرار من المعركة، كما قال الإمام الرضا (عليه السلام): (حرم اللَّه الفرار من الزحف لما فيه من وهن في الدين . ومن الجرأة على المسلمين، ومن السبي والقتال، وإبطال دين اللَّه، وغير ذلك من الفساد ). وأخيرا، نقول اللهم أفرغ الصبر على مقاتلينا المرابطين وثبِّت أقدامهم، وانصرهم على القوم الكافرين.