انطلاق فعاليات مهرجان الشعر العربي بموسمه الثالث

فتحت العتبة الكاظمية المقدسة أبوابها مشرعةً أمام ينابيع الفكر وفضاءات الثقافة والإبداع الأصيل، أمام الشعر والشعراء والكلمة الصادقة، أمام المفردات الجميلة في لغة الضاد، حيث مزجت بين ألوان الثقافة المتنوعة وخلاصة الأفكار، لتنسج من الخيال الواسع والإحساس المرهف أروع الصور الشعرية، وتَرسمُ لوحات وجدانية رائعة تنم عن حب أئمة البقيع (عليهم السلام)، وتسهم بتلك النتاجات المباركة رفد الحركة الأدبية والثقافية وإحياء التراث العربي الأصيل والحفاظ على الهوية الشعرية لتنير بها طريق الأجيال القادمة، إذ انطلقت صباح يوم الجمعة 16رجب الأصب 1435هـ الموافق16/5/2014م، في قاعة مضيف الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) وقائع فعاليات المهرجان الشعري السنوي الثالث التي درجت على تنظيمه سنوياً الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، والمنعقد تحت شعار: " من فكر ائمة البقيع(عليهم السلام) ننهل وبنهجهم نعمل"، وحضر حفل الافتتاح الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د "جمال الدباغ" وأعضاء مجلس الإدارة والشخصيات الدينية وخَدَمَة الإمامين الجوادين وكوكبة من الأدباء والكتّاب والمثقفين المتذوقين للشعر العربي الفصيح، وبمشاركة نخبة من الشعراء الذين حضروا من مختلف محافظات عراقنا العزيز، جاءوا ليساهموا برفيف نبضات قلوبهم ويظلوا بظلال قصائدهم الغراء في هذا الملتقى الأدبي. استهل حفل الافتتاح بتلاوة آيات مباركة من القرآن الحكيم شنّف بها القارئ الحاج "محمد حسين الشامي" أسماع الحاضرين بعدها صدحت حناجر فرقة إنشاد الجوادين بقراءة "أنشودة الفردوس"، تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام أ.د "جمال الدباغ" وبيّن فيها قائلاً: " نجتمع في هذه الرحاب الطاهرة لنحتفي في مهرجاننا السنوي هذا بأئمة كانوا وما زالوا قدوة ومنارا للإنسانية، إذ تركوا لنا إرثا فكريا في جميع مناحي الحياة، وهذه التركة تلقي علينا مسؤولية تأريخية لحمل رسالتهم ونشرها عبر الأجيال، ولعل من وسائل النشر والتوثيق والتثقيف هو فن الشعر العربي، وما نحن بصددهم اليوم هم أئمة أربعة تشرف بضم أجسادهم ثرى البقيع.. وأضاف قائلاً: هدفنا هو توظيف هذا الفن لنشر فكر أئمة البقيع "عليهم السلام" كما أننا نريد بلغة الضاد لغة القرآن الكريم أن تسمو وتعود سيرتها الأولى في أوساط شبابنا ومجتمعنا، فتكريس العمل لدعم الشعر العربي هو وجه من وجوه مكافحة الغزو الثقافي الذي استهدف تراثنا الإسلامي. وأشاد بالمشاركين قائلاً: بارك الله بأقلامكم التي خطت سطورها الولائية ليكتب قوافيها في سفر خالد.. وهو يترنم بفكر أئمة البقيع وسيرتهم العطرة فنتاجكم هذا هو ثمرة طيبة لإغناء التراث الشعري يهدف إلى إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام، فرحم الله من أحيا أمرهم" وكان للجنة المنظمة للمهرجان كلمة بهذه المناسبة ألقاها الشاعر"عامر عزيز الانباري" مخاطباً فيها الحضور قائلاً: " لم يكن اللقاء عابراً ولا عفوياً بل هو لقاء المحبين والذين تترقب قلوبهم إطلالة شهر رجب الأصب فيتحقق ميعادهم ليعيشوا سعادة اللقيا عند رياض القداسة يترنمون بأحرفهم المموسقة على غدران الولاية والعقيدة بين زقزقة العصافير وتغريدة البلابل وخرير الغدران والجداول على تراب الإيمان ونفحات الرحمن في روضات الجنات في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه.. وأضاف قائلاً: لقد حرصت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة على إقامة المهرجان الشعري ورعايته عاماً بعد عام حرصاً منها على خلق فضاءات ومساحات واسعة للإبداع، تحتضن فيها المواهب والقدرات الأدبية لتنتج مزايا وفنوناً شعرية تعبر عن خصوصية لآل البيت "عليهم السلام" ذات مستوى عالٍ من العطاء والإبداع، وكان دور لجنة تقويم النصوص اختيار ما هو أفضل لأجل أن يكون الاختيار مميزا لهذا العام أملاً منها أن يصبح المهرجان السنوي للشعر العربي في العتبة الكاظمية المقدسة مضماراً يتبارى ويتسابق فيه المبدعون من الشعراء، ونؤكد ذلك أن القصائد المختارة للمشاركة لهذا العام هي (27) قصيدة من بين (58) قصيدة وردت للجنة المنظمة.." بعدها ارتقى المنصة ضيوف المهرجان وهم كل من شاعر العتبة الحسينية المقدسة الأستاذ "نجاح العرسان" حيث ألقى قصيدة عنوانها "غريب البقيع"، وجاء دور الشاعر "أحمد رضي سلمان " من دولة البحرين وألقى قصيدة بعنوان "في جُعبة الفارس الأخير" تلتها قصيدة للشاعر اللبناني "محمد باقر أحمد جابر" بعنوان "رحيلُ الورد" وسطروا فيها أجمل وأروع الصور الشعرية. ثم بدأت الجلسات الشعرية وتعالت أصوات الشعراء المشاركين، واتحفوا الحضور بما جادت به قرائحهم عن أئمة البقيع "عليهم السلام" حيث قضوا وقتاً ممتعاً من خلال تفاعلهم مع الصور الشعرية الرائعة التي قدمها الشعراء المشاركون.