العتبة الكاظمية المقدسة.. تحتفي بمواليد أبطال كربلاء

أقبل شهر شعبان المبارك شهر رسول الله "صلى الله عليه وآله" مشعاً بنوره الوضاء ونفحاته العطرة متباهياً بعبق أفراح أهل البيت وشذى عبيرهم بحلول ولادات الأنوار المحمدية الهاشمية، ولادة سبط نبي الرحمة وريحانته خامس أصحاب الكساء الإمام الحسين وأخيه قمر العشيرة أبي الفضل العباس وزين العباد الإمام السجاد و أخيه شبيه المصطفى المختار علي الأكبر"عليهم السلام" وتيمناً بهذه المناسبات العطرة اجتمعت قلوب المحبين والموالين في رحاب الإمامين الجوادين لتشارك خَدَمَة الإمامين الجوادين الحفل البهيج الذي أقامته الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بهذه المناسبة الكريمة. استهل الحفل بآيٍ من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة السيد" عبد الكريم قاسم" أسماع الحاضرين ثم تلتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها عضو مجلس إدارتها سماحة الشيخ "عماد الكاظمي" إن احتفاءنا بذكرى ولادة الإمام الحسين "عليه السلام" يعني استذكارنا ليوم استشهاده ، فلقد ولد كي يستشهد دفاعا ً عن الإسلام ، واستشهد "عليه السلام" كي يولد من جديد ويحيا به الإسلام من جديد ، وعلينا أن نذوب في حبه كما أراد لنا جده المصطفى "صلى الله عليه وآله" بقوله (أحب الله من أحب حسينا ) كي نتحرر من عبوديتنا ونكون أحرارا ً نصنعَ الحياة َ الصحيحة ونكون َ بناة َ لها، إن الصراع الأزلي بين الحق والباطل لا ينتهي ولن ينتهي وسيبقى الأمام الحسين "عليه السلام" محورا ً لهذا الصراع وواجهة ً لأهل الحق وأتباعه . وأضاف قائلاً: إن الإصرار على حب الأمام الحسين "عليه السلام" والسير على نهجه قد أفقد الأعداء توازنهم وأشعرهم بالهزيمة الفادحة فأصبحت جرائمهم البشعة وهجماتهم الوحشية بقتل الأبرياء من المدنيين العزل يحتم علينا أن نحافظ على تماسكنا والتزامنا بتعاليم أهل البيت الأطهار "عليهم السلام" وأن نجعل من استذكار الإمام الحسين وولده ِ السجاد واستذكار مولانا العباس ومولانا علي الأكبر "عليهم السلام" هو تمسك بالقيم والمبادئ السامية ، وأن نتعامل مع سيرهم العطرة تعاملا ً فأعليا ً في ميادين الحياة لا تعاملا ً سطحيا ً وعاطفيا ًبغير فهم وتعقل . وأشار في حديثه قائلاً: نناشد المسؤولين والقادة الجدد الذين تمخضت عنهم صناديق الاقتراع أن يحولوا ساحات الصراع السياسي إلى ساحات للبناء السياسي للدولة العراقية الجديدة ، وأن يستلهموا من الإمام الحسين "عليه السلام" الدروس الحقيقية في انتصار الدم على السيف وانتصار المبادئ والقيم على مظاهر الظلم والكذب والخداع والتضليل .." بعدها ألقى رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية سماحة الشيخ "مكي شطيط الكاظمي" محاضرة بهذه المناسبة الذي أفاض في حديثه عن فضائل وأخلاق ومواقف وسيرة أصحاب الولادات المباركة "عليهم السلام" متطرقاً إلى الدور البطولي والجهادي للإمام الحسين"عليه السلام" وأخيه أبي الفضل العباس"عليهما السلام" فضلاً عن دورهم العلمي وفيض كرمهم الزاخر وأخلاقهم العظيمة وسجاياهم النبيلة .. وكانت هناك مشاركة جميلة لفرقة إنشاد الجوادين بمجموعة من الموشحات الدينية، وتألق الشاعر "عامز عزيز الانباري" بقصيدة ولائية من الشعر القريض وشارك الشاعر "عبد العظيم الحسناوي" بأبيات من الشعر الشعبي صدحت بها حناجرهم حباً وولاءاً بأنوار البطولة والفداء . كما أجاد الشاعر " نزار الطالقاني "بقصيدته الرائعة وعنوانها"وليد الثريا" ومنها هذه الأبيات : يوم راح الميلاد يبعث عطرا ... نبويا يضوع في الأرجاء والسموات أبدعت فيك لحنا ... رددته قيثارة الكبرياء واصطفاك الإله للعرش نورا ... ووريثا لخيرة الأنبياء وشهد الحفل الأهازيج والردات التي أضفى الرادود " كرار الكاظمي" فيها روح الفرح والبهجة ورسم البسمة على الشفاه الحاضرين الموالين من زائري الإمامين الجوادين"عليهماالسلام" وتخلل فقرة الأسئلة والأجوبة الخاصة بالمناسبة واختتم بتوزيع الهدايا على الفائزين.