مهرجان ربيع الولادة السادس يكرم كوكبة من التربويين المتقاعدين
ابتهاجاً بذكرى ولادة سيد الكونين، وخاتم الرسل نبينا محمد "صلّى الله عليه وآله وسلّم" وحفيده إمامنا السادس جعفر الصادق "عليه السلام"، وضمن فعاليات مهرجان ربيع الولادة السادس المُقام تحت شعار: (على صراط أحمد)، وبرعاية مباركة من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفل تكريم نخبة من الأساتذة التربويين المتقاعدين في مديريات تربية بغداد الكرخ والرصافة وللسنة الثانية على التوالي وذلك تقديراً لجهود تلك القامات الإنسانية وعرفاناً لمسيرتهم العلمية والمهنية لما قدموه من الجهد والعطاء طيلة سنوات عملهم، بحضور عددٍ من الملاكات التربوية والتعليمية والإدارية.
استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة السيد قاسم الزاملي، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام جاء فيها قائلاً: (الأساتذة الكرام.. المعلِّمون والمعلمات.. المدرسون والمدرسات.. المربُّون والمربِّيات.. نلتقيكم في هذه الرحاب الطاهرة ونحن نحتفي بذكرى ولادة المعلم الأكمل والمربي الأفضل الذي أنقذ الأمة من الشرك والضلالة فانتقل بها من ظلمات الجهل والجاهلية إلى نور العلم والإيمان.. هو فخر الكائنات وسيد المخلوقات وأشرف الموجودات رسولنا الأكرم محمد "صلى الله عليه وآله" كما نحتفي معكم في أسبوع ربيع الولادة بذكرى ولادة حفيده عميد الصادقين ولسان الناطقين إمامنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.. ويسرنا في هاتين المناسبتين الكريمتين أن نرفع إلى مقام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه وإلى المرجعية الدينية في النجف الأشرف وإلى علمائنا الأعلام وإلى العالمين الإسلامي والإنساني أزكى آيات التهاني والتبريكات سائلين العلي القدير أن يجعلنا وإياكم من المقتدين بالنبي المختار وآله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
لا يمكن لأحد أن ينكر دوركم في صياغة الإنسان وبناء الوطن وحماية المجتمع.. فأنتم من وقع عليكم الدور المكمل لتربية الأجيال في المدرسة بعد دور الأبوين في البيت.. أنتم معلمو العلم والعطاء ومعلمو كل خير.. وقد قال رسول الله محمد صلى اللَّه عليه وآله وسلم: (ألا اُخبِرُكُم عَنِ الأجوَدِ الأجوَدِ؟ اللَّهُ الأجوَدُ الأجوَدُ، وأنا أجوَدُ وُلدِ آدَمَ، وأجوَدُكُم مِن بَعدي رَجُلٌ عُلِّمَ عِلماً فنَشَرَ عِلمَهُ ، يُبعَثُ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ، ورَجُلٌ جادَ بِنَفسِهِ للَّهِِ عَزَّوجلَّ حَتّى يُقتَلَ).
وأضاف: فالمعلمون والمربون يلعبون دورًا محوريًا في التربية والتعليم، فهم ليسوا مجرد ناقلين للمعرفة، بل هم موجهون ومؤثرون في تكوين شخصية الطلاب وتطوير مهاراتهم ولهم أدوار متعددة منها: تنمية المهارات، والتوجيه والإرشاد، وتعزيز القيم والأخلاق وغرس الأخلاق الحميدة والسلوك المتزن، وكذلك يقع عليهم إعداد قادة المستقبل.. وهذا الدور المتنوع يجعل المعلمين والتربويين عماد العملية التعليمية والتربوية وأحد أهم عوامل النجاح والرقي وتطوير المجتمع.
وبسبب ما تقدم ولأن عطاءكم وجهدكم هو اللبنة الأساس لارتقاء سلم المجد والعُلى.. يسرنا في الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة انطلاقا من مسؤوليتنا الأخلاقية والتاريخية أن نقف اليوم في محفل كريم وبحضور الأكرمين للاحتفاء بشريحة خاصة من المتقاعدين التربويين أصحاب العطاء الذي بذلوا زهرة أعمارهم كي ينيروا دروب المستقبل أمام الأجيال.. فأديتم رسالتكم التي ائتمنكم الله عليها.. ومن واجبنا أن نشعركم أنكم ما زلتم في عيون الآخرين ولن تكونوا على هامش الحياة فالأعمار هي مجرد أرقام ولا يقاس الإنسان بعمره بل بمدى عطائه وبِرِه إذ قال من نحن بحضرته الإمام محمد الجواد عليه السلام: (موت الإنسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل، وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر).
مؤكداً أننا في هذه الأمسية لسنا في محل تكريمكم فحسب.. بل في موضع الاعتراف بفضلكم الذي ألبس الأجيال ثوب الفضل والإحسان.. أسأله تعالى أن يحفظكم ويمد في أعماركم.. كما أدعو من هذا المكان المبارك المؤسسات الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع المدني وغيرهما للعمل باتجاه الإفادة من خبرتهم واستثمار تجربتهم وعلمهم لخدمة الحركة التعليمية من خلال تشكيل لجان استشارية علمية تربوية وتعليمية في كل مديريات التربية ببغداد والمحافظات ليكونوا رافدا من روافد دعم المنظومة التربوية لما لهم من خبرات متراكمة لخدمة أبنائنا وبناتنا.. كما ندعوهم إلى الاحتفاء بالتربويين المتقاعدين بأن يوفروا لهم ما يحتاجونه من أسباب العيش الكريم والرعاية الصحية وهو جزء من رد الجميل لهم عملا بقوله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ).
أعقبها كلمة التربويين بهذه المناسبة وألقاها عنهم الأستاذ عبد الحسين الحريري أشار خلالها قائلاً: نجتمع اليوم في جوار كوكبين من سلالة النبوة والإمامة موسى بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجواد "عليهما السلام"، وما أجمل اللقاء في هذه الرحاب الطاهرة، وهذه أيام رسول الله "صلى الله عليه وآله"، وحفيده الإمام الصادق "عليه السلام" مع إخوتنا وزملائنا من الشخصيات التربوية الطيبة التي أينعت ثمارها، إذ أعطت جهوداً قاربت نصف قرن من الزمان فأغنت بها الأجيال، وبهذه المناسبة نتقدّم بالشكر والتقدير للأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وأمينها العام الدكتور حيدر الشمّري على هذه المبادرة الكريمة وهي ليست بجديدة في دعمه واهتمامه بالنشاطات الإنسانية والتواصل مع المؤسسات التربوية والعلمية والفكرية والثقافية.
كما شهد حفل التكريم مشاركة لأحد المتقاعدين الشاعر الأستاذ السيد نبيل أبو العيس بقصيدة عنوانها (ولد الضياءُ)، أعقبها بأبيات لمناسبة تكريم المتقاعدين وتخللت مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين بأنشودة عنوانها: (أكرم أهل العلم)، واختتم الحفل بقراءة دعاء الفرج المبارك، وتوزيع الهدايا المالية من بركات الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".
وتحرص الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة على دعم المسيرة التربوية، بغية تحقيق أهداف رسالتها الإنسانية السامية التي دعا إليها الإمامين الجوادين "عليهما السلام" في نشر العلوم والمعارف الإنسانية.