الحفل المركزي لمناسبة ذكرى ولادة النبي الخاتم وحفيده الإمام الصادق "عليهم السلام"
مُذ أشرق على الدنيا نور نبينا المصطفى الخاتم "صلى الله عليه وآله" حتى تبدّد ظلام الكفر والإلحاد والجور، وجلا بضيائه قلوباً وعقولاً غلّفها صديد العبودية والجاهلية المقيتة وأوقد فيها جذوة الإيمان واليقين بالله الواحد الأحد ليصبح أعظم قائد لأفضل أمة برسالته الإلهية السمحاء والتي حملها من بعده أهل بيته "عليهم السلام" ومنهم حفيده عميد الصادقين ولسان الناطقين الذي تزامنت ولادته الشريفة في هذا اليوم أيضاً، وورث شعاعاً من نوره وصدقه وحمل مشعلاً من علمه، وأرسى قواعد رسالته إنه إمامنا جعفر الصادق "عليه السلام"، لهذا فحريٌّ بالمؤمنين والموالين أن يحتفوا كل الاحتفاء ويقيموا محافل البهجة والولاء تيمناً بولادتي هذين النورين العظيمين، إذ شهدت العتبة الكاظمية المقدسة، وبرعاية كريمة من قبل أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري احتفالاً مركزياً بهيجاً ضمن فعاليات مهرجان ربيع الولادة بنسخته السادسة، المُقام تحت شعار: (على صراط أحمد)، بحضور وفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، وعددٍ من الشخصيات الدينية والحكومية والاجتماعية، وجمع غفير من زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".
استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم عطّر بها قارئ العتبة المقدسة السيد عبد الكريم قاسم أسماع الحاضرين، أعقبها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام قدم في مطلعها التهاني والتبريكات قائلاً: (نلتقيكم اليوم في مسك ختام مهرجان ربيع الولادة السادس الذي انطلق منذ أسبوع تحت شعار (على صراط أحمد ).. فباسمكم وباسمي خادم الإمامين "عليهما السلام" وباسم خدام العتبة وزوارها ومن رحاب الصحن الكاظمي الشريف ومن جوار أحفاد نبينا الأكرم نبارك للأمة الإسلامية جمعاء ذكرى ولادة نور فخر الكائنات الرسول الأعظم محمد "صلى الله عليه وآله" وذكرى مولد نور حفيده الإمام جعفر الصادق "عليه السلام" سائلين العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على العراق وأهله، وعلى البلاد الإسلامية باليمن والخير والبركة والأمن والأمان، وأن يعم السلام في ربوع أوطاننا، وأن يدحر أعداءنا أينما وجدوا.. داعين الله تعالى بدعاء النبي إبراهيم الخليل "عليه السلام": (رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ).
يمثل المولد النبوي فرصة للتأمل في رسالة الإسلام وقيم الرحمة والتسامح والتعاون على البر والتقوى وهي مناسبة نستذكر فيها سيرة النبي "صلى الله عليه وآله" وحياته وتعاليمه وخلقه الذي قال تعالى فيه (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) فالنبي محمد "صلى الله عليه وآله" يمثل قدوةً عظيمة ومثالاً كاملاً للإنسانية في كل جوانب الحياة وهو المبعوث رحمة للعالمين لهداية البشرية وشفيع الأمة يوم القيامة لذلك فهو منقذنا في الدنيا ومنقذنا في الآخرة إن شاء الله تعالى.
وبيّن: أن الشخصية الثانية في هذه المناسبة هو الإمام جعفر الصادق "عليه السلام" الذي يمثل شخصية عظيمة ومحورية في التاريخ الإسلامي والإنساني، وهو الإمام السادس من أئمة أهل البيت الذي كان له تأثير واسع في الفكر الإسلامي حيث ساهم في تطوير المدارس الفقهية، وتتلمذ على يديه العديد من العلماء من أئمة المذاهب والفرق الإسلامية مثل الإمام مالك بن أنس، وأبو حنيفة النعمان، وهو ما يجعله مصدراً مشتركاً بين المسلمين من مختلف المذاهب فهو "عليه السلام" صاحب مدرسة جامعة للعلم والعلماء.. وقد أسس لمنهج علمي أسهم في انتشار الفقه الإسلامي والعلوم المختلفة، بما في ذلك الكيمياء والفلك وغيرهما .. لذا فلرسول الله محمد "صلى الله عليه وآله" وللإمام جعفر الصادق "عليه السلام" رمزية راسخة في ضمائر المحبين والموالين تحمل أبعاداً دينية وروحية عميقة تمثل ارتباطهم العميق بالإيمان والقدوة الصالحة).
بعدها أجاد الشاعر واثق العيساوي بقراءة قصائد محمدية غرّاء، وكانت هناك مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين بقصيدة عنوانها: (أول الشفعاءِ)، ثم تألق كل من: المنشد علي الساعدي، والمنشد مرتضى الحميداوي بروائع الكلمات والأهازيج معبّرين عن الولاء المُطلق لصاحبي الذكرى "عليهما السلام"، ليرسما الفرحة والبهجة والسرور في نفوس الحاضرين، واختتم الحفل بقراءة سورة الفاتحة المباركة أهدي ثوابها إلى أرواح شهدائنا الأبرار، والدعاء بتعجيل فرج مولانا الإمام صاحب العصر والزمان "عجل الله فرجه الشريف".