في أجواء من الحزن العميق والوجدان المكلوم، وتزامناً مع إعلان موسم الحِداد الحسيني وانطلاق الشعائر العزائية لمناسبة حلول شهر محرم الحرام، وبتوجيه من الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، لبّى وفد خدّام العتبة المقدسة دعوة المشاركة في مراسم رفع راية عاشوراء الإمام الحسين "عليه السلام" التي أقيمت برعاية مكتب ممثلية المرجعية الدينية العُليا في قضاء الزبير، وبالتعاون مع حسينية أمير المؤمنين، ومؤسسة أحباب الزهراء "عليهما السلام" في البصرة الفيحاء.

وشهدت تلك المراسم العزائية تلاوة معطرة من الذكر الحكيم، تبعتها كلمة قيمة لخادم العتبة الكاظمية المقدسة فضيلة الشيخ ليث العبيدي بهذه المناسبة بيّن خلالها ضرورة إحياء مناسبات أهل البيت "عليهم السلام" والتمسك بالثقلين، وإحياء الشعائر المباركة، موضحاً أن مراسم رفع الراية المباركة، هو رفع لراية الحق والتضحية التي قدمها سيد الشهداء الإمام الحسين "عليه السلام" من أجل إعلاء كلمة الله تعالى.

كما أشار الشيخ العبيدي في كلمته إلى دور أبناء البصرة الغيارى ومواقفهم العظيمة لاسيما في مواسم زيارات الأربعين حيث جسّدوا أروع صور البذل والخدمة الحسينية عندما جنّدوا أنفسهم وعوائلهم وإمكاناتهم المادية وشروعهم باستقبال المواكب الحسينية الوافدة إلى كربلاء المقدسة وتقديم الخدمة اللازمة لهم من إعداد الموائد وتهيئة الأجواء المناسبة لهم أسوة ببقية محافظات ومناطق بلادنا العزيزة.

اختتمت المراسم المهيبة برفع الراية الحسينية المباركة خفاقة في سماء البصرة الفيحاء، وسط أجواء من الحزن والأسى وذرف الدموع على تلك الفاجعة الكبرى التي أصابت أهل بيت النبوة "عليهم السلام"، والتأكيد على الاستمرار في نهجهم الرسالي ومسيرتهم الخالدة في نصرة الحق ومواجهة الظلم.