مشروع المظلات

عندما يؤدي المرء عملاً يعشقه ، فانه بالتأكيد سيكون مبدعا فيه، فكيف إذا كان العمل مسخراً في خدمة معشوقه، ذلك هو واقع حال خدمة أهل البيت (ع) في العتبة الكاظمية المقدسة .. عملٌ يُثلج القلب ويسر الناظر، فحينما نتطلع إلى تلك الخدمات المستحدثة يوما بعد آخر وهي تلقي بظلال نفعها على الزائر الكريم، ينتابنا شعور بالغبطة والفخر، بعد أن عانت العتبات المقدسة وزائروها ما عانت من الإهمال والتهميش لفترات طويلة، ومن هذه الخدمات مشروع إنشاء المظلات المنتشرة في رحاب الصحن الشريف. وللوقوف على معطيات هذا المشروع ، التقت أسرة منبر الجوادين بالسيد الأمين العام للعتبة (الحاج فاضل الأنبا ري) الذي أوضح لنا تفاصيل هذا العمل قائلا: يقع على عاتقنا واجب مقدس هو خدمة أهل البيت (ع) وزائريهم، والعاملين في العتبة الذين يتفانون لتقديم كل ما لديهم من قابليات ومهارات، ولا يدخرون وسعاً في خدمة هذا المكان الطاهر، ولأن من سمات بلدنا هي الحر الشديد، وبغية تهيئة الأجواء المريحة للزائرين جاءت فكرة هذا العمل، بعد أن أجرينا دراسة خاصة بكل تفاصيل المشروع مع التركيز على حجم الفائدة التي ستعود على الزائر الكريم.   ​وعند سؤاله عن أمكانية تطويرها أو زيادة عددها قال سيادته: في حقيقة الأمر إن هذه المظلات هي مؤقتة، ولكنها في الوقت نفسه ستفي بالغرض المنشود خلال هذه الفترة، ونحن جادون بتطوير هذا المشروع إلى ما هو أوسع. وعن النية في إمكانية تسقيف الصحن ألكاظمي أسوة بالعتبة الحسينية أجاب قائلا: قامت الأمانة العامة للعتبة الحسينية بالتسقيف الثابت للصحن الحسيني المطهر، ونحن بدورنا نثمن الجهود المباركة التي بذلت فيه، وجزاهم الله خير الجزاء، إلا أن التسقيف في العتبة الكاظمية المقدسة سيكون مشابهاً للتسقيف في المسجد النبوي الشريف وهو عبارة عن مظلات متحركة كهربائياً تفتح عند الحاجة لها تماشياً مع حالة الطقس، فإذا كانت الأجواء طبيعية تبقى مغلقة، وإذا تطلب الأمر أن تفتح عند ارتفاع درجات الحرارة وشدة تأثير أشعة الشمس وسيكون شكلها شبيهاً بالمنائر عند غلقها، وتغطي الصحن بأكمله، ويبلغ عددها عشر مظلات موزعة حسب الدراسة المعدة لها، بحيث تكون أربعة منها من جهة باب المراد، وتبلغ مساحة كل وحادة منها 37 م2 ، ومن جهة باب القبلة اثنان وأربع منها من جهة صحن قريش ومساحة كل واحدة منها 27 م2 وستكون هذه المظلات معززة بخدمات أخرى مثل التكييف والمنظومة الصوتية بالإضافة إلى كاميرات المراقبة وكل هذه الأمور تصب في خدمة الزائر الكريم، مشيراً إلى أن المظلات بهذا التصميم لها خصوصية كونها تجعل الزائر يعيش أجواء إيمانية روحانية يخاطب من خلالها الإمامين (ع) عندما ينظر إلى القباب الذهبية التي تناطح السماء رفعةً وشموخاً و المنائر المتلألئة وأكُف الدعاء مرفوعةً تتضرعُ إلى الله تعالى تحت قبتي الإمامين (ع) مما تجعله يمارس طقوسه التعبدية في مثل هذه الأجواء بشكل أفضل، وفي ختام حديثه شكر الجهود المباركة  لخدمة أهل البيت (ع) متمنيا لهم الموفقية والسداد.